رمضان مدرسة طبية!! | العدد الخامس والعشرون
رمضان مدرسة طبية!!
صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك







د. عدنان عبدالله المزروع

عميد كلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز

ينقسم الطب إلى تخصصين رئيسيين، أولهما ما له علاقة بالجسم البشري ممثلاً، بجميع أعضائه، كبيرها وصغيرها، ظاهرها وباطنها، وقد فتح الله اليوم على البشرية في معرفة دقائق الأمراض التي تصيب الجسم، وثانيهما أي ثاني تخصصات الطب هو ما له علاقة بالنفس البشرية والذي يعرف اليوم بالطب النفسي ويشمل ذلك الروح والنفس والقلب والعقل، وقد جاءت العبادات والتوجيهات القرآنية والنبوية للأخذ بيد الإنسان ليكون في صحة جيدة بل إنها تهيئ له السبل العلاجية والوقائية لأن يكون كذلك وقد جاءت كلمة ( شفاء ) في القرآن الكريم في مواضع متعددة وجاءت كلمة ( دواء ) في الأحاديث النبوية في روايات مختلفة ومادام أن الشفاء أصلاً بيد الله ـ سبحانه وتعالى ـ فقد وجه ـ سبحانه وتعالى ـ لطلبه من القرآن الكريم أو البحث عنه في ما استودعه الله من علم عند البشر، وجزء من الوقاية والعلاج جعلهما الله في العبادات مثل عبادة الصوم ( رمضان ) وكيف أنه مدرسة طبية ( وقاية وعلاجاً ) وهو ترتيب ونظام للنفسية البشرية وجسمها تحصد في الأخير منه قطاف ( التقوى ) فهو يقيها من الأمراض والعلل العضوية والنفسية ولعل الله فرضه شهراً كاملاً ليمنح الجسم والنفس حظها الوافر من الصحة، لذلك فإن الله استبعد كونه فقط المنع عن الطعام والشراب كما قال ـ صلى الله عليه وسلم: ( ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ).
ولعل من الحكمة أن جعل الله ـ سبحانه وتعالى ـ مثوبته مرتبطة به كما جاء في الحديث القدسي ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ). نفعنا الله بصيامه وقيامه وجعلنا من رواد مدرسته الربانية.