الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة | العدد الرابع عشر
الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك



إشراقة

د. عبدالله بن عبدالعزيز المصلح

الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة


بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه نتوكل ومنه نستمد العون والتوفيق، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم صلى على حبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق وجعل محجته بيضاء ظاهرة، ودلالات إعجازه جلية قاهرة، تتقزم العقول المكابرة أمام حججه البالغة (قل فلله الحجة البالغة). ثم أما بعد:

فاقتضت رحمة الله بعباده أن يرسل إليهم رسلاً مبشرين ومنذرين (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) فآتى كل نبي من الإعجاز والبيان ما مثله آمن عليه قومه، وكان الذي أعطي لرسولنا وإمامنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا القرآن الذي تضمن المحجة والحجة، والبيان والبرهان، فكان ذلكم التلاقي والاتساق بين المنهج الذي تصنع من خلاله الحياة الراشدة، والحجة التي تنير للقعول طرائق القناعة الموصلة إلى العقيدة الراسخة، وفي القرآن علم الله بالنفس والناس والحياة والأحياء والكون والرحب (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) النساء.

العلم علمان علم غيب وعلم مشاهدة، والتأويل تأويلان: تأويل تفسير للمعنى طبق قواعد التفسير التي أقرها أهل العلم ويؤخذ بالسماع، وتأويل وقوع وتحقق نشاهد فيه الأخبار ونرى التفسير التي أقرها أهل العلم ويؤخذ بالسماع، وتأويل وقوع وتحقق نشاهد فيه الأخبار ونرى تفاصيلها وكيفياتها، فإذا أذن الله بمشاهدة أنباء القرآن التي كانت من قبل من عالم الغيب، جاء زمن تأويل الوقوع والتحقق وشاهدنا التوافق الجلي بين التأويل بمعنى التفسير والتأويل بمعنى التحقق، وشاهدنا ما آل إليه المضمون، وصدق الله القائل:(
وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها
) النمل.

إن مهمتنا في هيئة الإعجاز العلمي أن نبني للناس جميعاً وأهل الاختصاص فيهم على وجه الخصوص ذلكم التوافق بين حقائق العلم ودلائل النصوص الصريحة في كتاب الله، وما صح من سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحقيقاً لقوله ـ عز وجل ـ :(
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد
) فصلت. ولد رأينا بأم أعيننا حالات الانبهار والذهول عند كبار المتخصصين في العلوم المتنوعة من غير المسلمين وشهدوا بعد سماعهم لحقائق العلوم الموجودة في القرآن أنه يستحيل أن يكون ما سمعوه من عند بشر.

وانطلقت هيئة الإعجاز لتعلن من خلال أبحاثها الحقائق الآتية:

أولاً: أن حقائق الإسلام في عقيدته وعبادته وشريعته وأخلاقه هي عين الحقائق العلمية، وأن الإلحاد والعلمانية هما طريق الضياع والتيه للإنسان.

ثانياً:أن لله شاهدان، الكون والقرآن، والتقاؤهما في تقرير حقيقة واحدة مذكورة في القرآن ومنظور في الكون لهو الدليل على أن من أنزل القرآن هو من خلق الخلق وكون الأكوان.

ثالثاً: أن هذه الشواهد القطعية دليل على أن ما تضمنه المنهج الموجود في كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صناعة الحياة كلها في باب المحافظة على الدين والنفس والمال والعرض والعقل، هو المنهج الحق الذي يجب أن تسعى إليه البشرية، وخاصة بعد أن أعلنت كثير من تجاربها وأطروحاتها فشلها الذريع.

وفي ختام هذه الكلمة أهنئ نفسي وإخواني القراء على ولادة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة والتي نأمل أن تتضافر فيها جهود كل العاملين في هذا الحقل، وفقنا الله لخدمة كتابه وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقديم الخير للناس جميعاً في هذه الأرض. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.