العظام من الناحية التشريحية والنسيجية | العدد العشرون
العظام من الناحية التشريحية والنسيجية
صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك



د. وليد العديني

يظن كثير من الناس أن العظام جسم صلب مصمت لا يحتوي على أي مظاهر للحياة، ولكن الحقيقة العلمية أن العظام نسيج حي كأي نسيج في الجسم تحوي كثيرًا من الأوعية الدموية والليمفاوية والعصبية، وخلاياه حية كبقية خلايا الجسم. وفي هذا المقال سنتناول العظام من الناحية التشريحية والنسيجية لتجلية هذه الحقيقة العلمية.

يوجد نوعان من العظام:

أولاً: العظام الصفائحية (LAMELLAR):

والتي تتألف من قسمين رئيسين:

* العظام اللحائية (CORTICAL): والتي تتحمل جميع الضغوط التي تتعرض لها، وهي قوية التحمل (مثل التي تحيط بالعظام الطويلة).

* العظام المسامية أو الإسفنجية (CANCELLOUS): وهي الداخلية (مثل الموجودة داخل العظام الطويلة وغيرها من العظام) ـ وهي ضعيفة التحمل.

ثانيًا: العظام المنسوجة (WOVEN BONE) أو المتموّجة:

وهي عظام غير مكتملة النموّ، وتكون إما بطبيعتها غير بالغة النمو، وإما مرضية وذلك بوجود مرض في العظام، مما يؤدي إلى عملية التئام عشوائية وضعيفة النمو (مرنة).

 

رسم تخطيطي لمقطع رئيس للأجزاء الدقيقة لعظام ناضجة (بالغة) مبينة مقطع عرضي، ومقطع طولي لمناطق العظام المتضامة والعظام المسامية قنوات هافرسين والخلايا العظمية يتخللها (الشعيرات الدموية والألياف العصبية).

وسوف أورد بعض التفاصيل عن كل واحدة من هذه الأنواع:

1 ـ العظام اللحائية (CORTICAL): والتي أيضًا تسمى بالكثيفة (COMPACT): وتكون (80%) من مجموع العظام، وتتكون من خلال عظام متكدسة (OSTEONS) ونظام هافرسين (HAVERSION SYSTEM)، والتي تتصل ببعضها بواسطة قنوات هافرسين أو فولكمان (VOLKMANNS).

وهذه تحتوي على شعيرات دموية رقيقة وشعيرات عصبية دقيقة، وربما قنوات لمفاوية، وتتغذى العظام اللحائية بواسطة الدورة الدموية بين الخلوية.

كذلك تتميز العظام اللحائية بالتحول البطيء وقلة مرونتها مقابل متانتها وتحملها للصدمات والالتواءات.

2 ـ العظام المسامية أو الإسفنجية (CANCELLOUS BONE):

وهي تحتوي على حواجز وعوارض (TRABECULAR) وهي أقل كثافة، وتخضع أكثر لعملية تجديد البنية بناء على اتجاه المؤثرات والضغوط، ولها القدرة على التغيير السريع والعالي، ولكنها تمتاز بأنها أقل تحملاً للصدمات الخارجية، وأكثر مرونة من العظام اللحائية.

العمليات الحيوية الخلوية للعظام:

أولاً: الخلايا البانية للعظم (OSTEOBLASTS):

وتنتج الكولاجين نوع (1) وتحتوي على مستقبلات خاصة بالغدة الجار درقية (PARATHYROID,HORMONE) ومستقبلات خاصة بالإستروجين (ESTROGEN)، وهذه كلها لها أدوار مهمة في العمليات الحيوية اليومية داخل جسم الإنسان ومن ضمنها العظام.

ثانيًا: الخلايا العظمية (OSTEOCYTES)

وتشكل نسبة (90%) من الخلايا في العظام المكتملة النموّ، وتعمل على الاحتفاظ بالعظام، وتقوم بدور مهم في عملية الحفاظ على مستوى تركيز الكالسيوم خارج الخلايا، وتعمل بواسطة تأثير هرمون الكالسيتونين (CALCITONIN HORMONE) الموجود داخل الغدة الدرقية (الموجودة أمام الحلق)، ويتوقف عملها بواسطة تأثير هرمون الغدة الجار درقية (PARATHYROID HORMONE).

ثالثًا: (الخلايا الناقضة للعظم) (OSTEOCLAST) (الملاصقة للعظم):

تعمل على امتصاص العظم، وتحتوي على مستقبلات خاصة بهرمون الكالسيتونين (CALCITONIN HORMONE) للسماح بعملية تنظيم امتصاص العظم.

والخلايا الناقضة للعظم مسؤولة عن عملية امتصاص العظم في كثير من الأورام التي تصيب العظام؛ مثال ذلك:

ملتبل ميلوما (MULTIPLE MYLOMA) و(METASTATIC TUMORS) والغريب أن الورم الذي يصيب العظام لا يؤثر في العظام مباشرة، ولكن التلف الذي يصيب العظم مباشرة هو بسبب فعل الخلايا الناقضة (OSTEOCLAST)

رابعًا: أستيوبريجينيتور (OSTEOPROGENITOR):

وهي خلايا تتحول فيما بعد إلى خلايا بانية للعظم.

خامسًا: (LINING CELLS) (لينينج):

وهي عبارة عن خلايا مسطحة وتشكل مثل المظروف حول الخلايا العظمية.

مادة النسيج الحيوي (MATRIX):

الخاصة بالعظم وتتألف من مواد عضوية (ORGANIC) بنسبة (40%) ومواد غير عضوية (INORGANIC) بنسبة (60%) فالمواد العضوية ـ OR – GANIC) تشكل 40% من وزن العظم الجاف وتتألف من:

* كولاجين (COLLAGEN) بروتوجلايكان (PROTEOGLYCAN).

* ولا كولا جينوس ماتركس بروتين: (NON COLLAGENOUS MATRIX PROTEIN).

* عامل جروث فأكثر (GROWTH FACTOR).

* سيتوكاين (CYTOKINES).

وهي جميعها تؤدي أعمالاً حيوية وهامة في بناء العظام.

المواد غير العضوية (INORGANIC COMPONENT):

وتشكل (60%) من حجم العظم الجاف. وتحتوي على (CALCIUM HY-DROXYAPITITE) كالسيوم هيدروكسي أبيتايت وتقوم بتوجيه المعادن إلى داخل النسيج العظمي.

(OSTEOCALCIUM PHOSPHATE) وتؤلف بقية مركبات المواد غير العضوية الخاصة بالعظام.

لذلك فإن الإنسان كلما تقدم في السن كلما زادت هشاشة العظام لديه (OSTEOPOROSIS).

 

التكوين التشريحي الخارجي:

 

هناك ما يقارب (206) عظمات في جسم الإنسان العادي، وقد تزيد وقد تنقص، (ولله الحكمة فيما يخلق)، فهناك أربعة أنواع من العظام:

1 ـ العظام الطويلة (مثل: عظمة الفخذ والساق).

2 ـ العظام القصيرة؛ العظام السلامية والمشطية (لليدين والقدمين).

3 ـ العظام غير المنتظمة: (مثل عظام الفقرات) والعظام متصلة ببعضها بواسطة مفاصل ذات غضاريف وأربطة وأوتار وعضلات.



الشكل يوضح أنواع العظام اللحائية والتي تتألف من حزمة من الخلايا العظمية.

كذلك يوضح الخلايا الأسفنجية أو المسامية ذات الشبكة من العوارض الرفيقة في العظام الناشئة.
مظهر أمامي لعظام كائن بشري يوضح أجزاء الجهاز العظمي

 

العمليات الحيوية والكيميائية للعظام داخل الجسم

أولاً: الكالسيوم:

تعتبر العظام مستودعًا ضخمًا لما يقارب من 99% من الكالسيوم، فعمل الكالسيوم لا يقتصر على العظام فقط، بل يمتد عمله إلى العضلات والأعصاب وسائر خلايا الجسم، بالإضافة إلى العمليات الحيوية المهمة داخل الدم. ويتم امتصاص الكالسيوم من الأمعاء (

 

 

DUODENUM) بمساعدة فيتامين (د) المنشط، كذلك نسبة كبيرة من الكالسيوم (98%) يتم إعادة امتصاصها عن طريق الكليتين.

ملحوظة:

إن كمية احتياج الإنسان للكالسيوم ضمن الغذاء الذي يتناوله حسب الجنس والعمر كالتالي:

600 ملليغرام يوميًّا للأطفال تزداد إلى (1.300) ملليغرام يوميًّا للمراهقين والشباب، أما البالغون من الرجال والنساء (القريبون من سن الكهولة) فيحتاجون إلى (750 ملليغرام) يوميًّا.

أما المرأة الحامل فتحتاج إلى (1.500) ملليغرام يوميًّا، والمرضع تحتاج إلى (2.000) ملليغرام يوميًّا.

ثانيًا: الهرمونات المسؤولة عن عملية تنظيم الكالسيوم داخل الجسم هي:

OH1.25) (PTH) (VITD) )

ثالثًا: الفوسفات (PHOSPHATE):

أحد مكونات العظام الأساس ويؤدي عملاً مُهمًّا في تنظيم الإنزيمات داخل الجسم والحفاظ على نظام الحموضة والقلوية داخل الجسم. ما يقارب 85% من الفوسفات مخزن في العظام، وتتم

عملية إعادة امتصاص الفوسفات بواسطة الكليتين.

وما يتطلبه الجسم من الفوسفات خلال الغذاء اليومي 1.000-1.500 ملليغرام في اليوم.

وتتم عملية تنظيم الكالسيوم والفوسفات بواسطة: (CALCITONIN 1.25) (OH) 2 VITD PHT) (باراثيرود هرمون، فيتامين د، كالسيتونين) وهي مركبات مهمة جدًّا في عملية البناء الداخلي للعظام والجسم ككل، وقد تتأثر العمليات الحيوية للكالسيوم والفوسفات داخل العظام والجسم باختلاف التوازن في هذه المركبات.

وللملاحظة فإنه جدير بالذكر أن اكتمال العظام في الإنسان تكون بين (16) و(25) سنة، وتستمر إلى 35 سنة، بعد ذلك يبدأ العدد التنازلي في التناقص في فقدان العظام بنسبة 0.3%ـ5%

في اليوم الواحد.

قال تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيًّا) سورة مريم، الآي

ة (4).