النسيج الكوني رؤية علمية قرآنية | الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ - 2006م
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
وزارة العدل، متابعة المشاريع الهندسية-سوريا
ملخص البحث
يقدم هذا البحث رؤية علمية جديدة لمعنى قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]. فقد قام العلماء مؤخراً برسم مخطط ثلاثي الأبعاد للكون باستخدام الكمبيوتر العملاق المسمى بالسوبر كمبيوتر، وقد تضمنت البيانات التي تمت معالجتها معلومات تفصيلية عن عدد ضخم من المجرات والغبار الكوني والغاز بين النجوم ومعادلات الفيزياء الخاصة بتوسع الكون وأبعاد المجرات ومواضعها وحركتها والمسافات التي تفصلنا عنها وغير ذلك.
وبعد تنفيذ الكمبيوتر لهذه المهمّة أظهر صورة الكون وكأننا نراه من الخارج، وكان يشبه إلى حد كبير نسيج العنكبوت، فسارع العلماء في إطلاق مصطلح "النسيج الكوني cosmic web" لأنهم رأوا نسيجاً حقيقياً تمّ حبك خيوطه بإتقان وقوة. وقد استخدم مكتشفو هذا النسيج في أبحاثهم الصادرة حديثاً كلمة "weave" والتي تعني "حَبَكَ"، وكلمة "filaments" والتي تعني "خيوط". وهذا يدلّ على أن القرآن الكريم قد سبق علماء الغرب في الإشارة إلى وجود بنية نسيجية في السماء!!
وقد وجدتُ أن هذه الآية تعبّر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذا الاكتشاف الكوني الجديد، بل إن الكلمة القرآنية تتفوق على المصطلح العلمي! والسبب هو أن العلماء يستخدمون عدة كلمات للتعبير عن حقيقة كونية اكتشفوها حديثاً، ولكن القرآن جمع هذه الكلمات بكلمة واحدة هي (الْحُبُك)، وهذا من إعجاز القرآن، فهو كتاب يعطينا التعبير الدقيق ويترك البشر ليبحثوا ويكتشفوا ويغيروا مصطلحاتهم مع مرّ الزمن، ولكنهم في النهاية عندما يتوصلون إلى الحقيقة اليقينية فإنهم يجدونها واضحة في كتاب الله تعالى.
إن هذا البحث هو دليل مادي على أن القرآن كتاب الله تعالى، وأنه معجز من الناحية الكونية، ودليل على صدق قول الحق تبارك وتعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت: 53].

اسم الكاتب البحث كاملا
■   المهندس عبد الدائم الكحيل