إشراقة | العدد الثالث والعشرون
إشراقة
صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك



      د. سمر بنت محمد السقاف

       عميدة شطر الطالبات - جامعة الملك عبد العزيز

     الحمد الله الذي جعل انطلاقة دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تقوم على العلم بقوله تعالى (اقرأ) وجعل الانطلاقة الإيمانية تكون بالعلم ( فأعلم أنه لا إله إلا الله ) وجعل رسولنا صلى الله عليه وسلم رسول علم كما هو رسول رحمة للعالمين .

 

    لقد جعل الله العمل الصالح رمزاً للحياة الطيبـة ســواء للذكر أو الأنثى كما نصــ عليه قوله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل: 79). إن أحد أوجه العمل الصالح الذي يمكن أن تتقدم به المرأة المسلمة والرجل المسلم هو العلم، ولست هنا بصدد ذكر فضل العلم وأهله ولكنني أشعر من موقع دراستي الأكاديمية والبحثية في كلية الطب وكذا كعميدة لشطر الطالبات في جامعة الملك عبد العزيز أنه يمكن أن يكون للمرأة المسلمة دورها المميز في الدراسات العلمية بشطريها النظري والتجريبي خاصة في كل ما له علاقة في آفاق الكون والحياة والنفس. وقد أثبت العديد من الزميلات تميزهن في التخصصات الطبية والعلمية مثل الكيمياء والأحياء والفيزياء والرياضيات والإحصاء وغيرها من بقية العلوم، مما يجعل الأمة الإسلامية فخورة ببناتها كما تفخر بأبنائها، ولعله من المناسب أن أهمس في أذن أخواتي «عالمات» الأمة وكذا «طبيباتها» بأن لا ينسين وهن يقمن بدورهن الرائد في التخصصات العلمية والطبية بأن يربطن النواحي العلمية والطبية بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم خاصة ما يثبت منها وهو ما يعرف بالإعجاز العلمي والذي يستوفي الشروط والضوابط الخاصة بالنواحي الشرعية والعلمية، وهو مما تأنس به النفس في معرفة حق الله تبارك وتعالى خالق هذا الكون ومدبر أمره بالإضافة إلى ما أشار الله إليه في القرآن الكريم من ضرورة التفكر في خلق السموات والأرض والأنفس، وهو مما يتعبد به لله سبحانه وتعالى .

 

    إن قيام هيئة عالمية متخصصة لرعاية بحوث الإعجاز العلمي، والعمل على نشر فكرة الربط بين العلم والإيمان يُعد بحق صورة مشرقة للوفاء بأهداف الدين الإسلامي، كما أنه أسلوب حضاري وعصري للدعوة لدين الله، ومن هنا يستوجب علينا نساء الأمة الإسلامية ورجالها أن نتحمل عبء هذه المهمة وذلك من خلال المشاركة التعليمية والعلمية الفاعلة في اللقاءات العلمية والمؤتمرات الدولية في جميع التخصصات وأن تبدع كل متخصصة وتكون رائدة في مجال بحثها وتخصصها ليعرف العالم ويشهد بأن ديننا هو دين العلم وهو للرجال والنساء على حد سواء، وهو لا يمس جوهر وظيفة كل واحد منهما بما خصه الله به من معطيات نفسية وجسمية، فالمرأة بالإضافة لعلمها وتخصصها هي أم ومربية وراعية للجيل والرجل له دوره الذي خصه الله به .

    راجية من الله العلي القدير الخير والسداد لأمتنا الإسلامية في كل مكان وزمان.