logo.png
الجينومات الآخرى
طباعة





الجينـومات الأخـرى  

The “Other” Genomes  By: JuliaKarow

ترجة د. عبد الله عبد الركريم

بعـض الكائنـات البسـيطة تُســخـر لإيجـــاد أدويــــة جــديـدة للإنســـان

يؤكد الباحثون الأكاديميون بأننا نشترك مع بعض الكائنات مثل الذباب والديدان وخلايا الخميرة والفئران في أمور كثيرة وذلك فيما يخص جيناتها ( مورثاتها ) بل إن تلك المورثات تستعمل لدراسة أنواع من الأمراض مثل السرطان والسكري. إن جينات هذه الكائنات جذابة للباحث في مجال الأدوية فالبروتينات المنتجة من قبل هذه المورثات مشابهة للمنتجة من قبل الإنسان كما أن هذه الكائنات سهلة التربية في المختبرات إن الجين المأخوذ عشوائيٌّا من الإنسان ( 50-80% ) له نظيره في الديدان الخيطية أو ذبابة الفاكهة بحيث يمكّن من دراسة وظيفة الجين كما أفاد بذلك كاردل جونسون نائب رئيس الدراسات الصيدلانية في سان فرانسيسكو.

ذبابة الفاكهة:


تم اكتشاف تعاقب النظام الجيني لذبابة الفاكهة دورسوفيلا ميلانو كاستا في مارس سنة 2000م من قبل الباحثين والعلماء في شركة سبيليرا روكفال فوجدوا أن 60% من جينات الأمراض المعروفة في الإنسان ( 289 ) توجد لها نظيرات في الذبابة الموجودة في الثدييات. الجين ( p53 ) هو أحد تلك الجينات ويسمى الجين الكابح للمرض عند حدوث طفرة فيه تتحول الخلايا إلى سرطانية وهو جزء من سلسلة جزيئية تدفع الخلايا التي أصابها تلف جيني غير قابل للإصلاح إلى الانتحار. استطاع مجموعة من العلماء في شهر مارس من عام 2000م تحديد الجين ( p53 ) في الذبابة وهو مشابه لما في الإنسان ووجدوا أن خلايا الذبابة التي تحتوي على البروتين المكون بهذا الجين ( p53 ) يكون غير نشط ويفقد المقدرة والسيطرة الذاتية وبذلك تتحول الخلايا إلى سرطانية. إن التشابهات في مثل هذا تجعل الذبابة نموذجًا جيدًا لدراسة الأحداث الجزيئية التي تكمن في سرطان الإنسان، ويقول قائد مشروع جينات الذبابة ( جيرالد.م.روبن ) إنه بالإمكان إحداث تلاعبات جينية معقدة في الذبابة بعكس الفأر الذي لا يمكن عمل مثل ذلك فيه لأنه كبير الحجم وغالي الثمن.



بعدما تمكن الباحثون من معرفة التعاقب الجيني للنظام الجيني ( الجينيوم ) للدودة الخيطية ( كمينوربدا يتيس ايلكنكس ) سنة 1991م وجدوا بأن ثلث بروتينات الدودة  أكثر من ستة آلاف متشابهة مع الموجودة في الثدييات والعديد من الشركات تستفيد الآن من ميزة صغر حجم الدودة ـ ملمتر واحد تقريبًا ـ وذلك لاستخدامها في اختبارات مسحية عن عقاقير جديدة. من إحدى هذه التجارب هي المسح عن العقاقير المضادة لمرض السكري وتستعمل فيها الديدان التي أحدثت طفرة في جين مستقبلات الأنسولين والذي يؤدي إلى توقف نموها حيث تضاف العقاقير على هذه الديدان، والعقاقير التي تعيد للديدان نموها تدل على أن لها القدرة على نمو الجين المطلوب ولهذا يمكن استعمال هذه العقاقير لعلاج المصابين بمرض السكري.

الخميرة:


كانت خميرة الخبازين ( سكارو مايسس سيريفبزي ) أول كائن ذي نواة تمت قراءة أسرارها الجينية سنة 1996م، حوالي 2300 ( 38% ) من بروتينات الخمائر مشابهة لبروتينات الثدييات مما يجعل الخميرة نموذجًا لدراسة السرطان. استعمل العلماء الكائن الفطري الصغير لاكتشاف الآلية الأساسية التي تستعملها الخلايا للسيطرة على كيفية الانقسام.

يقول للاندهارتويل رئيس مركز فريد هاتشنى لأبحاث السرطان في مدينة سياتل: إن العلماء استعلموا الخميرة لتوضيح كيفية عمل عقاقير السرطان المتوفرة حاليٌّا ومن الأشياء التي وجدوها أن العقار السرطاني الشائع ( سيسي لاتك ) فعّال بشكل خاص في قتل الخلايا السرطانية التي فيها عطب وليس لها القدرة على إصلاح الحمض النووي DNA في خلاياها.

الفأر:


الفأر نموذج جيد حيث تجرّب عليه جميع العقاقير الجديدة كحيوان نموذجي يمثل الثدييات وهو قريب جدٌّا من الإنسان من ناحية المجموعة الجينية. وإن أكثر من 90% من البروتينات التي تم تشخيصها لحد الآن تتشابه مع بروتينات الإنسان المعروفة.

عشرة من المختبرات في الولايات المتحدة وتدعى شبكة كشف التعاقب الجيني للفأر قد استلمت مبلغًا قدره 21 مليون دولار من معاهد الصحة الوطنية سنة 1999م وذلك لإجراء بحوث لكشف التعاقب الجيني للفأر ويتوقعون إنجاز العمل بحلول سنة 2003م. 






 
http://www.eajaz.org//Arabic/index.php